{والذي قال لوالديه} نزلت في كافرٍ عاقٍّ قال لوالديه: {أَتَعِدانِني أن أخرج} من قبري حيَّاً {وقد خلت القرون من قبلي} فلم يُبعث منهم أحدٌ {وهما يستغيثان الله} يعني: والديه يستغيثان بالله على إيمان ولدهما، ويقولان له: {ويلك آمن إنَّ وعد الله حق فيقول ما هذا} الذي تدعونني إليه {إلاَّ أساطير الأولين}.{أولئك الذين} أَيْ: مَنْ كان بهذه الصِّفة فهم الذين {حق عليهم القول} وجب عليهم العذاب {في أمم} كافرةٍ. {من الجن والإِنس}.{ولكلٍّ} من المؤمنين والكافرين {درجات} منازل ومراتب من الثَّواب والعقاب {ممَّا عملوا}.{ويوم يعرض الذين كفروا على النار} فيقال لهم: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} وذلك أنَّهم يفعلون ما يشتهون، لا يَتَوَقَّوْن حراماً، ولا يجتنبون مأثماً {فاليوم تجزون عذاب الهون} الهوان. الآية.{واذكر أخا عاد} يعني: هوداً {إذ أنذر قومه بالأحقاف} أَيْ: منازلهم {وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه} أَيْ: قد أُنذروا بالعذاب أنْ عَبَدوا غيرَ الله قبل إنذار هود وبعده.{قالوا أجئتنا لتأفكنا} لتصرفنا {عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا} من العذاب {إن كنت من الصادقين}.{قال إنما العلم عند الله} هو يعلم متى يأتيكم العذاب، {و} إنما أنا مُبلِّغٌ {أبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون} مراشدكم حين أدلُّكم على الرَّشاد وأنتم تُعرضون.{فلما رأوه} أَيْ: السَّحاب {عارضاً} قد عرض في السماء {مستقبل أوديتهم} يأتي من قبلها. {قالوا هذا عارض ممطرنا} سحابٌ يمطر علينا. قال الله تعالى: {بل هو ما أستعجلتم به} من العذاب.{تدمّر} تُهلك {كلَّ شيء} مرَّت به من الرِّجال والدَّوابِّ. {فأصبحوا لا يُرى} أشخاصهم {إلاَّ مساكنهم} لأنَّ الرِّيح أهلكتهم وفرَّقتهم، وبقيت مساكنهم خاليةً.{ولقد مكَّناهم} من القوَّة والعمر والمال {فيما إن مكَّناكم فيه} في الذي ما مكَّنَّاكم فيه.